«عائشـة» تُعانـي الوحـدة وضيق الرزق
سوزان العامري - الشارقة
تعيش المواطنة عائشة السويدي (80 عاماً) وحيدة تحاصرها ظروف صعبة، وضيق الرزق، فبعد وفاة زوجها رعت طفلها الوحيد وربته على الخير والعز، فكانت الأم والأب له، تعد السنوات حتى يكبر سريعاً، ليؤنس وحدتها، ولذا سعت جاهدة لتوفير الراحة والعيش الكريم له، غير أنه سرعان ما تزوج، وتركها وحيدة في بيت أصبحت تفتقد فيه دفء العائلة.
في منطقة الشهباء بالشارقة، وبالتحديد أمام الغرفة الخشبية التي تقطنها، روت الحاجة عائشة، التي تتمتع بكرم الضيافة وطيبة القلب الواضحة، قصة معاناتها ومصارعتها الحياة القاسية، قائلة «كنت أعيش مع ابني في المنزل نفسه، ولكن بمجرد زواجه انتقلت للعيش في غرفة بجانب منزل ابني، بنيتها بعد أن استدنت قيمتها من أهل الخير الذين ساعدوني على تحمل قسوة الحياة، بقيت في الغرفة وحيدة أخدم نفسي وأرعاها».
أضافت «مع مرور السنوات وتقدمي في السن، استعنت بالخادمة التي في منزل ابني حيث تأتي يومياً للاهتمام بنظافة الغرفة، وغسل الملابس الخاصة بي، وأعطيها 300 درهم شهرياً كأجرة لها، ولكن مع انتهائها من أعمالها، تغادر وتتركني وحيدة، فكان ينتابني الشعور بالخوف من النوم وحيدة وأقضي ساعات من الليل أبكي على حالي وأدعو الله ألا يأتي أجلي في الليل كوني سأموت وحيدة».
زادت أن «المشكلة أن الغرفة التي تؤويني أصبحت مهددة بالتشقق والسقوط، كون سقفها غير مسلح ويتكون من خشب، قبل أشهر غمرت مياه الأمطار الغرفة محدثة شقوقاً في جدرانها، إضافة إلى تهالك فتحة التكييف المطلة على الشارع، ما أدى إلى انحراف جهاز التكييف الذي أتوقع أن يسقط قريباً، خصوصاً أن الشقوق تتزايد وتتسع مع الأيام، كوني لا أملك المال الكافي لإعادة ترميمها»، موضحة «أعيش في ظروف صعبة، حيث إني أستلم من الشؤون الاجتماعية 1000 درهم، هي مصدر رزقي الوحيد، خصوصاً أني لا أمتلك دخلاً آخر يساعدني على تحمل غلاء المعيشة، فبمجرد استلامي المبلغ أعطي الخادمة 300 درهم، ولا أتمكن من سداد دين الناس الذي بلغ 10 آلاف درهم، كنت استدنتها عندما بنيت الغرفة».
تتابع الحاجة عائشة، التي أثقلها المرض وتقدم السن قائلة «أتمنى أن أجد الراحة في سنواتي الأخيرة، فالمرض أتعبني والتفكير في سقوط الغرفة يزيد مرضي كوني أعاني من الضغط والكلى، ونصحتني الطبيبة التي تأتي لزيارتي في الغرفة (كوني لا أستطيع التنقل) بالراحة والابتعاد عن الضغوط، غير أن الحياة قاسية والظروف صعبة لتعديل الوضع، فحالتي المادية سيئة جداً ووضعي الصحي يمنعني من التنقل لكسب العيش».
تزيد الحاجة عائشة وتتابع بحسرة «لطالما تمنيت أن يكون لي منزل صغير يؤويني حال ضعفي وكبري، وأرى أبنائي وأحفادي حولي يكبرون ويهتمون بي كما رعيتهم صغاراً، حتى أشعر بدفء العائلة و أعيش في سعادة وسلام، لأني أستحق أن أكون مثل جميع الجدات والأمهات اللاتي يجدن الراحة، بعد التعب والتربية والشقاء».
5/2/2008 9:38:21 AM